بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

إطْمِئنان برانكو عَقبة في مَسِيرة الأحمر..

الـكاتـب/ حـمـد النـاصـري

 

إطْمِئنان برانكو عَقبة في مَسِيرة الأحمر..

 

خاض مُنتخبنا الوطني العُماني يوم الجمعة 8 أكتوبر مُباراته الثالثة ضِمْن تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر أمام استراليا.

ورَغم خروج الاحمر مَغْلوباً أمام الكنغر الاسترالي إلا أنّ الاداء كانَ رجولياً وجيداً مع خَصْم قوي يَلْعَب على ارضه عِلْمًا أنّ أداء المُنتخب العُماني في جولتيه الأولى والثانية كانَ مُشرفاً وتمكّن مِن الحُصول على ثلاث نُقاط ، مِن فوز تأريخي على اليابان في طوكيو في الجولة الأولى وخسارة بصُعوبة أمام الشَقيق السُعودي الأخْضَر بهدف يَتيم.

وتضم المجموعة إلى جانب مُنتخبنا كُلّ مِن أستراليا واليابان والسُعودية وفيتنام والصين وقد حصد كُلّ مِن استراليا والسعودية النقاط الكاملة مِن الجولات الثلاث فيما حصَلت عمُان واليابان والصين على ثلاثة نقاط .. وبحسابات التأهل الصَعبة في مجموعة قوية جداً وفي حالة تَمكّن الاحمر مِن التأهّل المُباشر مِن خلال الحصول على أحد المركزين الاول او الثاني في المجموعة وهيَ مُهِمّة وصَعبة رَغم قُدرة رجال عُمان إلى الوصول إليها بجهدهم وعَرقهم وفي حالة حصول الاحمر على المركز الثالث فسيكون عليه مُواجهة ثالث المجموعة في مُباراتين ذهاب وإياب  والفائز مِنهما يتأهّل لخوض جولة أخيرة مع المتأهّل مِن  الكونكاكاف أو مع الخامس مِن قارة امريكا الجنوبية والذي تُحدده قرعة يُجريها الفيفا.

ونعود إلى مُباراة استراليا ومِن خلال مُتابعتي للمباراة لاحَظت أنّ الأحمر فَرّط في الشوط الثاني بالنتيجة بسَبب التسرّع والحماس الزائد الذي اكتسبه بَعد احْراز هدف التعادل في الشوط الاول وجاء هدف استراليا الثاني  ، على أثر هَفوة كبيرة لحارس مُنتخبنا فايز الرشيدي.

ومُنتخب  استراليا حاليا في افْضَل حالاته مَعنوياً ونفسياً، فقد حضيَ بثلاثة انْتصارات مُتتالية في الجولات الثلاثة السابقة وعَبْر تاريخه الطويل ومُنذ تصفيات 2014 فقد تمكّن مِن الفوز في عَشر مُباريات مُتتالية كرقم قياسي للكنغر الاسترالي.

لذلك أقول أنّ مُنتخب استراليا اسْتحقّ وعَن جدارة صَدارة المجموعة الثانية في الآسيوية برصيد 9 نقاط بفارق الأهداف مع المُنتخب السُعودي الذي هو الاخر انْتَصر على اليابان بهدف دون مُقابل.

ورَغم خِبْراتنا السابقة في مُواجهة الاستراليين ورَغم إنْهاء الشوط الأول بالتعادل الايجابي على أرض الخصم وهيَ نتيجة مَقبولة بَل ومَرضيّة لأيّ فريق يَلْعَب خارج أرضه فكانَ على المُدرّب وحسْب خِبْرَتي المُتواضعة في كرة القدم أنْ يُحاول المُحافظة على التَعادل وبِنَفس الوقت مُحاولة اقْتِناص هدف قد يُغَيّر مَجرى المجموعة كُلّها ولكنْ ذلك لمْ يَحدث بَلْ حدَث العكس مِمّا أدّى إلى اسْتقبال شباكنا لهدف استرالي مِن خطأ فادح ، تقاسَمه المدافع عبدالعزيز الغيلاني والحارس فايز الرشيدي.. الذي لمْ يَكُن فائزاً ولم يكُن مُوفقاً .؛ وفي الوقت القاتل أضافَت استراليا الهدف الثالث الصاعِق الذي هزّ الشِباك العُمانية واهْتَزت مَعه آمالنا وتطلعاتنا .. وكان الهدف الأوّل قد جاء في الدقيقة 9 بقدَم لاعِب الوسَط نادي ميديتالاند الدنماركي آوير مابيل اليُسْرى حيث سَدّدَها مُباشرة مِن داخل مَنطقة الجزاء ومِن مَسافة قريبة ولمْ تَجد مَن يَتصدّى لها مِن لاعِبي الأحمر ، وتلك البداية المُفاجئة شلّت قَلْب الدفاع العُماني.

وقد اعْتَمد المُنتخب الأسترالي الضَغط المُتواصل والهَجمات المُتلاحقة وركّز على المُرتدات القتالية بَينما انْكَمَشت خُطوط مُنتخبنا الأحْمَر العُماني وتراجَع أمام المدّ الاسترالي القوي .. وعلى الرُغم أنّ الرائع زاهر الأغبري كادَ أنْ يَزهَر في مَرمى الأسترالي بهدف ثاني إلّا أنّ الحظ لمْ يُحالفه رَغم مُحاولاته وتحركاته المُمتازة فكانَ الحارس الأسترالي متيقظاً وفي أحْسَن حالاته فحرَم مُنتخبنا مِن أهْداف كانَت سَتغيّر نَتيجة المباراة بوقت مُبكر فتألّق في التَصَدّي لِتَسديدتين عُمانيتين رائِعَتين بالدقيقة 11 و 20 ، لِيَبقى مَرماهُ بَعيداً عَن هدف جديد في شِباكه.

ورغم أنّ لاعبينا بذلوا جُهْداً كبيراً لا يُمْكِن انْكاره إلّا أننا وبكُل أمانة الكلمة لمْ نرَ بَصمة المُدَرّب على الاداء لا تَكْتِيكياً ولا تَخْطيطاً وكُلّ ما شَهِدناه كانً جُهوداً فردية لِلاعبين وغابَ اللُعْب الجماعي واسْتُبدل بالفردية ، فلا عبدالله فوّاز فَوّزنا ولا صلاح اليحيائي أصْلَح النَتِيجة . زِدْ على ذلك غياب بَعض اللاعِبين .. كـأمْجَد الحارثي الذي يُعْتَبر لاعِب مِحْوري قوي دفاعياً مع قُدرته على تَقديم اسْناد هُجُومي في كثير مِن الاحْيان في الجناح الأيْمَن لِلمُنتخب. وكذلك اللاعِب زاهر الأغبري الذي خرج بإصابَة وأظْهَرت الفُحوصات  حَسْب مَعلوماتي أنّها خَلْع في الكَتِف ..وندعو الله له بالشفاء العاجل.

الخُـلاصـة..

أنّ برانكو لمْ يَكُن مُوفقاً ولم يُحْسِن التَصرّف حينَ أدْخَل عُمَر الفزاري في الدقيقة 63 وكانَ الأوجَب أنْ يَدخُل في تلك الدقائق المُبكّرة مِن الشوط الثاني اللاعِب مُحْسِن جَوهر كصانع ألْعاب مُؤثر في خطّ الوسَط ، نظراً لانّ عُمَر الفزاري لاعِب قليل الخبرة وخصوصاً في المُواجهات الكُبرى المُهمّة.. ذلكَ لأنّنا كُنّا في وضْع يحتاج إلى تَعزيز خطّ الوسَط الهُجومي بلاعِب مِثْل جوهَر لِمَنْع الاستراليين مِن الهَيمنة على خطّ الوسَط ولِلسّماح بِشَن هَجمات مُرْتَدّة خاطِفَة على مَرماهم.

وبهكذا أخْطاء يتحمّلها المدرب فالأخْطاء الفردية نَراها كهفوة تخلو مِن تخطيط مُدَرَب على رأس قيادة المُنتخب .. ومِن خلالها اسْتطاع الأستراليون الوصُول في مَرمانا في ثلاثة مُناسبات ، وكأنَنا غائِبين عَن المَشْهد تماماً .؛

وأخيراً أقول .. إنّ المُباراة القادمة حاسِمَة أمام فيتنام يوم الثلاثاء القادم بمسقط العامرة ، فإنْ لم نُحْسِن الصَنعة هُنا ، فعلى برانكو أنْ يَحزم حقيبته بلا عودة، لِتَجَنّب المزيد مِن الاضْرار والخسائر ولِنَمْنَح الشَعب العُماني فرحة تَمْسَح آلام مِحْنَة إعْصَار شاهِين؛

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى