بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

قـسـمـةٌ ضـيـزى !!..

الكاتب/ ماجد بن محمد الوهيبي

 

قـسـمـةٌ ضـيـزى !!..

 

يتكشف غيظ الحاقدين على الإسلام يومًا بعد يوم، ويأبى الله إلا أن يظهر ما في قلوبهم من غيظ على الإسلام وأهله، فيفضحون أنفسهم بأنفسهم، ويبدو ذلك جليًا في أقوالهم وأفعالهم، فمن يصفون الإسلام وأهله بالتطرف هم من تنطبق عليهم صفات التطرف، وهم من يمارسون أشد أنواع العذاب على الأقليات المُسلمة في كثير من البلدان المتطرفة، فعندما تكون بعض الحكومات متطرفة ما الذي تنتظره من شعوبهم أن يكونوا ؟ والمجحف في هذا الأمر أنه حينما تتعلق هذه الممارسات البشعة بالإسلام وأهله يغط المجتمع الدولي في سبات عميق، وربما تصم الدول آذانها عن سماع استغاثة أهل الإسلام في كل مكان ويتعامى الأفراد عن رؤية الانتهاكات ضد الإسلام وأهله، ويطبق الصمت على العالم بأجمعه إلا ما رحم ربي.

وهنا أسئلة كثيرة أطرحها في مقالي هذا، لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تعرض فرد من أفراد الديانات الأخرى أو حتى كلبٌ من كلابه للقسوة ؟ وتبدأ المنظمات الدولية وحقوق الإنسان بالتنديد والشجب ويتم إثارة الموضوع حتى يتحول العالم بأجمعه ليسلط الضوء على هذه الحادثة المؤسفة وينتهي الأمر ربما في غضون ساعات برد كرامة أو بتعويض مالي يرضي الجميع، بينما المُسلم يعذب ويهجر ويهان ويقتل ويمثل به بعد قتله’، ولا يلتفت إليه؛ بل وكأن شيئًا لم يكن!! أم أن المسلم ليس من المنظمات الدولية ؟ وليس له حقوق ؟.

وقد ورد في الأثر : من لم يهمُه أمر إخوانه من المسلمين فليس بمسلم؛ فما بالنا نعطي الدنية في ديننا وإسلامنا ؟ وهنا أقول لو كان الجزاء من جنس العمل  وتتم المعاملة بالمثل لما تجرّأ أحدٌ على الإسلام وأهله، فهؤلاء الفجرة من الكفرة من مختلف الديانات الحاقدة على الإسلام وأهله يلقون الترحيب من بعض البلدان المُسلمة، بل تهتم بهم هذه البلدان المُسلمة وتقدمهم حتى على شعوبها، فهم يسكنون في أرقى المنازل ويقودون أفخم السيارات ويقبعون في أعلى المناصب ويستعينون برواتبهم من هذه الدول المُسلمة للتنكيل بالإسلام وأهله، وكأن الواحد منهم مواطن في تلك الدولة ومواطن تلك الدولة هو الوافد، حقيقة مرة  أذكرها هنا  شاء من شاء وأبى من أبى، ولعمري إنها لقسمة ضيزى ، فهؤلاء رجس وعبء؛ فكيف يرحب بهم وهم يقتلون إخواننا المسلمين في كل مكان ؟ ومن لا يحترِم لا يُحترم ومن لم يجعل لنفسه هيبة فلن تكون له هيبة، وهذا ليس بتحريض بل هذا ما يجب أن يُتبع، وإلا فالإسلام دين سماحة وفي نفس الوقت دين معاملة ولا يستوي أن أعاملك بالطيب والحب والإحسان، وتعاملني بالطرد والبغض والحرمان!!! على الدول المُسلمة أن تنتهج هذا النهج إن كان بهم إسلام، وليعرف كل واحدٍ قدره، وليكن كل واحدٍ عند حده، فيا أيها المسلمون كيف يهنأ لكم عيشٌ وإخوانكم يطردون من أوطانهم في كل مكان ويشردون ويعذبون ويُقتلون ؟ أما آن لكم أن تفيقوا من سباتكم ؟ وتنصروا إخوانكم ؟، لا تركنوا للعواطف التي لا تلبث أن تشتعل حتى تخبو، فأهل الإسلام تحت وطأة التعذيب على مرأى ومسمع من الجميع، هبوا لنجدتهم ونصرتهم ولا يتأتى ذلك إلا بالمعاملة بالمثل حتى يحسنوا هم المعاملة، وكما كتب الله لأهل الإسلام النجاح في مقاطعة المنتجات الفرنسية؛ سيكتب لهم النجاح أيضًا بحوله وقدرته في مقاطعة المنتجات الهندية؛ عندها ستتحقق العدالة وسيرفع الظلم عن سائر العباد.

وأختم مقالي هذا بقول الخطيب الإدريسي : إنّ الإسلام إذا حاربوه اشتدّ، وإذا تركوه امتدّ، والله بالمرصاد لمن يصدّ، و هو غنيّ عمّن يرتدّ، وبأسه عن المجرمين لا يُردّ، وإن كان العدوّ قد أعدّ فإنّ الله لا يعجزه أحد، فجدّد الإيمان جدّد، ووحّد الله وحّد، وسدّد الصّفوف سدّد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى