بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

هـمـسـات..

الدكتور/ خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

 

هـمـسـات..

 

(1)

الحالة المدارية (إعصار شاهين) هو ابتلاء من رب العالمين ولا علاقة له بالعذاب أو الرحمة فتارة تأتي كرحمة وتارة كعذاب كما يتداول البعض فقد يرسل الله سبحانه الآيات العظيمة وفيها فائدة وذكرى ورسالة لبني البشر حيث يقول المولى سبحانه (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر الناس بالصلاة في بيوتهم إذا اشتدت الريح فعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ نَادَى بِالصَّلَاةِ فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ وَمَطَرٍ فَقَالَ فِي آخِرِ نِدَائِهِ: أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، ثُمَّ قَالَ: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ أَوْ ذَاتَ مَطَرٍ فِي السَّفَرِ أَنْ يَقُولَ أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ). 

(2)

من إيجابيات (شاهين) اللحمة الوطنية والتكاتف والتعاون والتآزر الذي أظهره الشعب العماني حتى أصبح درساً يدرس على مستوى العالم في حب الوطن والمواطنة الحقّة ومعنى الجسد الواحد .. ولا خوف على عمان وأنتم بها من رجال ونساء وصغار وكبار .. الجميع كانت له وقفة مشرفة ومفخرة وطنية تجسدت فعليا على ارض الواقع. 

(3)

انتشرت مقاطع وصور عن حالة الفوضى في بعض المواقع وعن ناس جشعة وأنانية وقطاع طرق للمؤن الغذائية والفرش وغيرها .. وهذه الحالات فردية يفترض لا تصور ولا تتداول مقاطعها خاصة وإن الأغلبية شرفاء وكرماء ومتعفّفين .. لا تركزوا على النقطة السوداء في الصفحة البيضاء .. ولا تساهموا في نشر السلبية المقيتة .. القيادة والشعب في خندق واحد فاستغلوا هذا وبلغوا عن الذي يستغل المواقف .. هذا دوركم الوطني. 

(4)

لا تسمعوا لمن يقول وين الحكومة ؟ وما أحد تحرك وما أحد زارنا ، لأن هذا تحجيم للدور الكبير الذي بذلته الحكومة .. فالأرصاد الجوية التي اشتغلت على توصيل المعلومة لكم منذ الوهلة الأولى للحالة هي من الحكومة .. والموظف الذي قام بالإعداد لمراكز الإيواء هو من الحكومة .. والشرطي الذي نادى في مكبرات الصوت ليخرج الناس من منازلهم المتوقع تعرضها للإعصار (شاهين) قبل وصوله هو من الحكومة .. والشرطي الذي حاول إنقاذ الأرواح من الغرق والموت من الحكومة وكذلك العسكري الذي في القطاعات العسكرية الذي عمل منذ اليوم الأول في إعادة الحياة إلى طبيعتها مع أجهزة الدولة هو من الحكومة .. والذي يجمع البيانات والمعلومات عنكم وإيصالها للجهة المعنية كذلك من الحكومة .. الحكومة موجودة في كل مكان وفي كل وقت ، ولها دور كبير فلا تحصرها في جانب واحد .. واجعل في مخيلتك بأن الحكومة والشعب في قارب واحد .. الحكومة ليست وزير أو وكيل فقط. 

(5)

هناك من تحدث عن ضعف البنية الأساسية في البلد .. وهذا غير دقيق ربما ، مع الاعتراف بوجود بعض الضعف أو القصور في بعض هذه البنى في بعض المواقع ، وعموماً مثل هذه الأعاصير والعواصف المدمرة التي تصاحبها أمطار غزيرة وفيضانات مؤثرة لا تعترف بالبنى الأساسية مهما كانت قوتها ومتانتها وجودتها ، فدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية حين تشهد أعاصير أو عواصف شديدة تلعب بها الفيضانات والمياه بما لا يمكن تصوره وكذا الحال في البلدان المتقدمة الأخرى .. علينا بالتفكير في تعزيز البنية الأساسية ، ومحاولة خلق تصريف مناسب للمياه خاصة بالنسبة للطرق العامة حتى نتجنب المزيد من الأضرار والخسائر البشرية والمادية مستقبلاً .. ولكن لا تتحدثوا في مثل هذه الحالات عن ضعف البنية الأساسية. 

(6)

تضرعوا لله سبحانه وتعالى بالصلاة والدعاء على نعمته وفضله بأن حفظنا وحفظ بلادنا ، وترحموا على من فقدناه ، وادعو لهم بالمغفرة والرحمة ، وادعو للمصابين والمتضررين بصلاح الحال وتيسير الأمور. 

(7)

أعتذر منكم على عدم نشر الهمسات الأسبوع الماضي لكثرة الأعمال لمعالجة الأضرار التي حدثت معنا ومع أحبتنا في ولاية الخابورة .. وها نحن نعود إليكم بقلوب محبة لكم .. عسى أن أكون خفيف الظل عليكم ، وتكون هذه الهمسات لها أثر عليكم لتغيير نظرة معينة أو تعزيز جانب إيجابي. 

طبتم وطابت أوقاتكم بالخير والمحبة والسلام..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى