بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

لماذا المهور ما زالت مرتفعة ؟!..

الإعلامي/ محمـد بن خميـس الحسني

alhassani60536@gmail.com

 

لماذا المهور ما زالت مرتفعة ؟!..

 

رغم المناشدات والنداءات والمطالبات ، ورغم المحاضرات والوعظ والإرشاد هنا وهناك إلا أن مهور الزواج ما تزال مرتفعة ، بل تزداد إرتفاعاً ، حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة والسيئة أحياناً.

وكثيراً ما يكون السبب حرص الكثير من أولياء الأمور على طلب مهور عالية مبالغ فيها لتزويج بناتهم ناهيك عن الطلبات الأخرى التي هي إلزامية لا بد من توفيرها ، وهنا تكمن الطامة ، وتبدأ المشكلة التي لا حل لها !! ، كيف لموظف شاب جديد في الوظيفة أياً كانت وظيفته ، كيف يستطيع توفير مهر يزيد عن 5 آلاف وبعضها تصل لخمسة عشر ألفاً وأحياناً تزيد ، بالإضافة إلى الملحقات الأخرى من المشتريات والهدايا التي كثيرا ما تتعدى العروس لتصل إلى أمها وأبيها وأخواتها وإخوانها!!.

ألم يطرأ في فكر ولي الأمر أن متطلبات المعيشة في ظل الظروف الإقتصادية الحالية صعبة من حيث الرواتب والترقيات وما يصاحب الحياة من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بين فترة وأخرى، كيف لموظف راتبه ضئيل توفير مبلغ مهر يزيد عن خمسة آلاف؟!.

هنا ليس لديه مجال إلا اللجوء للبنوك للاقتراض لتوفير مصاريف الزواج من مهر وملحقاته المتعددة ، وبالتالي يكون مديوناً للبنك لفترة ليست بقصيرة، فكيف ستكون لمثل هذا الشاب القدرة على فتح منزل له ولأسرته الجديدة وهو من بداية مشوار حياته الزوجية مديون للبنك.

بعض الراغبين للزواج  يسعى للزواج من امرأة تعمل لذلك يتحمل توفير كل ما يريده ولي أمر البنت مهما كان مرتفعًا فالهدف سيكون محققاً في حالة الزواج ، فهي ستساعده في بناء منزل الزوجية وسيكون سيناريو حياتهم أخذ منزل بالإيجار لفترة محدودة من السنوات وبعدها يأخذ الاثنان قرضاً مشتركاً من البنك وستكون أمورهم طيبة.

جميل جدًا ما ذكر وما حدث ويحدث في وقتنا الحاضر فنصيب البنت الموظفة أكثر وفرة وإقبالًا من تلك غير الموظفة ولو عملنا إحصائية حول أعداد المتزوجين من الموظفات نجد عددهم كبيراً.

نعم متطلبات الحياة هكذا ، فالوضع يتطلب مساعدة الزوجة خاصة إذا كان راتب ذلك الزوج ضعيف أو حتى متوسط.

لكن هناك سؤال يطرح نفسه ، هل يضمن الراغب في الزواج أن تساعده هذه الزوجة العاملة في بناء المنزل وتوفير الاحتياجات الأسرية ؟؟

خاصة وأنه ليس إلزاماً عليها ذلك، ولا المساهمة في المصروفات المنزلية ، ولا توفير احتياجات الأبناء ، فهذا كله واجب أصيل على الزوج.

المؤسف أن هناك بعض أولياء الأمور من لا يزوج ابنته إلا لمن كان راتبه مرتفعًا ، أو لرجل ثري أو رجل أعمال أو صاحب منصب، المهم أن يكون ميسور الحال، وهنا أيضاً سؤال آخر يطرح نفسه : هل يضمن ولي أمر الفتاة أن ذلك الزوج الثري لن يتزوج على ابنته بزوجة ثانية وثالثة ، أو أن تعيش سعيدة معه.

كثير من الآباء وأولياء الأمور تناسوا المقياس الأساسي لاختيار الزوج الصالح كما جاء في الحديث الشريف (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) أو كما النبي صلى الله عليه وسلم ، فهنا المقياس الحقيقي الدين والخلق الحسن ولم يشترط الأكثر مالاً وأفضلهم حسباً ونسباً  .

وكذلك أنت أيها الباحث عن شريكة حياتك لا يمنع ان تتزوج من الموظفة، ولكن لا تدري ربما ستكون معاملتها لك بعد الزواج تعيسة وتنتهي بالطلاق لذا وجب أن تختار على حسب الحديث الشريف ((تُنْكَحُ المرأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينهَا؛ فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ؛ تَرِبَتْ يَدَاكَ)) فالدين والخلق هي أساس الاختيار لك وليس فقط المال على الرغم من صعوبة الحياة.

هناك أمر آخر يحدث حالياً مستغرب ومستنكر ، قد يكون له دور في رفع المهر ألا وهو تنافس البنات على المهر العالي فحال بعض البنات اليوم يقول : في حال تزوجت أريد مهري مثل مهر صديقتي وأحسن وبطبيعة الحال سيستجيب أولياء أمور تلك الفتيات لطلبهن.

همسة في أذن ولي الأمر:

ابنتك أمانة في عنقك وهي ليست سلعة للبيع والشراء فيجب عليك أن لا تهتم كثيرا بالمهر ، وإنما في إختيار الزوج الصالح الذي يستطيع توفير المعيشة الجيدة والمعاملة الحسنة لها ، وهذا لا يقاس بالمال وإنما بالخلق الحسن.

فأقلهن مهرا أكثرهن بركة واسعَ لإيجاد شخص مناسب لابنتك فليس عيباً أن يختار الأب زوجاً لابنته وبذلك يصبح مأجورا خوفا من مرور قطار العمر عليها ، وتصبح من العوانس ، وللأسف ما أكثرهن اليوم.

ودمتم في ود..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى