بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

ســيـاحـة فـي ربـوع بـلادي..

عبدالله بن عبدالرحيم البلوشي

 

ســيـاحـة فـي ربـوع بـلادي..

 

يوم جديد من ايام الله الطيبة كعادتنا فجرا انطلقنا من نيابة الطيوي ، نسائم الصبح بدأت ترافقنا وزغاريد العصافير تلاحقنا ؛ الوجهة إلى وادي بني خالد ذاك الوادي القريب البعيد في عماننا الحبيبة.
شرعنا بالمسير من نقطة الانطلاق قرية سيماء في نيابة طيوي ، لم تكن النظرة مخالفة للواقع الذي كان أمامنا من الجبال الشاهقة ووعورتها ولم تخل من الخطورة ولكنها العزيمة التي حولت ذاك الصعب ليس يسيرا ولكنه ممكن مع الإصرار ، وكان للرياح الباردة دور في الوصول إلى المبتغى والهدف المنشود .. أشرقت الشمس وهي تراقب المسار وترسل أشعتها ليكون لنا نبراسا ودليلا.
أتضح دور القيادة منذ أن قال كلمته قبل الانطلاقة القائد عاصم عبدالله حفظه الله نيابة عن زملائه القادة تحت ذاك الجسر موقع التجمع : “سنسير بجهد أقلكم تحملا ومسيرا” ، وكان الأمر كذلك . اليوم كان بهيجا وساعة من ساعات الخروج من دوامة العمل وزحمة المدينة الى تلك البقاع التي يمكننا أن نطلق عليها العذراء من بلادنا الحبيبة .
قطعنا الطريق من وسط قرية السيماء وحولنا الصخور الصماء كسى منحدراتها الوان خضراء وزهور صفراء وحمراء بعد امطار الخير التي جاد بها الله على هذه الارض الطيبة المباركة وصدق الباري في قوله (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ النُّشُورُ)[سورة فاطر 9]…نعم من الله وبهجة للناظرين وقدرة خارقة للعقل البشري من رب الكون  ليظهر عجائب قدرته للبشر ولكن اكثر الناس لا يؤمنون .
الوجهة وادي بني خالد  الذي زرته أكثر من مرة ولكن من مسار سالك للسيارات من الجنوب إلى الشمال ، ولكن هذا المسار كان مختلفا وبحق كانت بالنسبة لي رحلة العمر ، الصعود لم يكن سهلا تسلق وإصرار ، وفيها تكتشف صنع الله الذي هو ظاهر في الصخرة الصماء  ؛  ففي المسير تنظر إلى الأسفل من خلال التسلق لمدة لم تكن تقل عن الساعة والنصف أو الساعتين.
المناظر الخلابة لم أرها في زياراتي السابقة ، فصوت الزفير والشهيق مؤذن بالجهد المبذول من المتسلقين وحولهم وأمامهم الجبال الشاهقة من مواد رسوبية في أعماق البحار الى جبال تعانق السحب والتي تكونت في حقب مختلفة  تقدر بملايين السنين بل وقبل أن يطل اول إنسان على ظهر البسيطة ، في كل ركن من أركانها قصة وتاريخ وفوق كل قمة إرث وحضارة وقبلها وفي منحدر الجبل حيث الأفلاج كان لخرير الماء طرب لا يشبهه طرب بصوته منحدرا من أعلى الوادي متجها إلى البساتين الغناء وما فاض منها فإلى البحر المسار ، البحر وجهة كل قطرة من القطرات النازلة من السماء.تزينها أشجار النخيل ، الليمون والمانجو ،  لا يمكن أن تخطئ العين طلع النخيل وأزهار الليمون والمانجو  وحولها الاعشاب والدرس للانعام.
مريحة لنفسيات البشر في تلك البقعة البديعة الزاهية ،١هكذا هي الحياة فيها بسيطة بعيدة عن صخب الحياة العصرية وإن كان لوث الحياة الحديثة وبعض مؤثراتها لم تفلت منها تلك القرية الوادعة البسيطة الهادئة.
وفي قادم الأيام لنا لقاء في بقعة من بقاع ارضنا الطيبة ، أرض عمان..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى