مقالات وآراء

هـل المـرض عـيـبـاً ؟!!..

الإعـلامي / محمد بن خميس الحسني 

alhassani60536@gmail.com 

 

هـل المـرض عـيـبـاً ؟!!..

 

لعل البعض يستغرب للوهلة الأولى من العنوان؛ معظمنا يعلم يقيناً بأن المرض قدر من الله وابتلاء منه سبحانه وتعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله) فعن أي شيء نتحدث في مقال اليوم ؟!.

للأسف هناك من يعتقد أن المرض مثل العِرْض يجب عليه أن يخبئه عن الناس مع أنه بالفعل هو مريض ومصاب بداء خطير كداء الكبد أو السرطان أو الإيدز أو السل الرئوي وغيره من الأمراض المستعصية والأمراض المعدية ، ويخفي ذلك المرض خوفاً من شماتة الناس وكأنما أصابه العار ، أو خوفاً من هجر الناس له وابتعادهم عنه ، أو خوفاً من نظرة الناس إليه شفقةً أو اشمئزازاً.

هؤلاء تناسوا أن المرض من الله سبحانه وتعالى يصيب به الإنسان ليبتليه ، ويرى ثبات إيمانه به عز وجل ، وليعلم مدى صبره ورضاه بما قدر الله له ؛ قال تعالى : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم) ، وقال عز وجل (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها).

آيات صريحة تدل على أن أي مصيبة تصيب الإنسان ومنها الأمراض هي بأمر الله ، أي عن قدره ومشيئته ، ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره ، فصبر واحتسب ، واستسلم لقضاء الله ، هدى الله قلبه ، وعوّضه عمّا فاته من الدنيا هدىً في قلبه ، ويقيناً صادقاً ، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه ، أو خيراً منه .

من عجائب ما نراه أن يتستر البعض على ما فيه من مرض والمصيبة الكبرى إذا الشخص مصاباً بمرضٍ معدٍ ويخرج يمارس حياته كما لو كان سليما معافى ، ويلتقي بالناس ويخالطهم ويجالسهم وهو يعلم يقيناً بأنه مصاب بمرض خطير يمكن أن يصاب به كثيرون نتيجة العدوى ، وهذا ما حدث فعلاً ، وأقرب مثال على ذلك جائحة كورونا كوفيد-19 ؛ كم من الناس أصيبوا بالعدوى وكانت نهايتهم الموت ، وبعضهم ظل في العناية المركزة لأيام وهو بين الحياة والموت !!.

وفي الختام تتردد في فكري بعض الأسئلة : هل إخفاء المرض شيء إيجابي ومحمود ؟ ، وهل يجوز شرعاً إخفاء الإصابة بالأمراض ؟.

دمتم أصحاء بعافية دائمة وبصحة تامة..

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى