أوجَعت الصهاينة يا شيخ صالح!!..
حـمـد الـنـاصـري
أوجَعت الصهاينة يا شيخ صالح!!..
الصهيونية فكر أيديولوجي مُتطرف يسعى لإنشاء دِين جديد على حساب الديانة اليهودية وهي الفكرة التي أتى بها وحوّلها إلى حركة سياسية اليهودي النمساوي ” ثيودور هرتزل” مؤسس تلك الحركة والأب الروحي لها، ليحوّلها رئيس الوزراء البريطاني “بيلفورد” من بَعده إلى وعد ومن ثمّ دولة.
يذكر الكاتب “سامح عودة” أنّ اليهودي “ناثان بيرنباوم” نشر مقالاً في عام 1890م في مجلة “الانعتاق الذاتي لفظة الصُّهْيونية ، ولم تكن تلك اللفظة اعتباطاً بل تَبلورت على يَد النمساوي “هرتزل” كمصطلح في بازل بـ يسويسرا عام 1897م ، وعقد المؤتمر الصهيوني الأول بعد عام من صدور كتابه “الدولة اليهودية” داعياً إلى هجرة اليهود نحو فلسطين وإقامة أرض إسرائيل التي ستحلّ مشكلة الأقليات اليهودية في الشتات.
ورغم أنّ التَّصَهْيُن ليس وليد اليوم وإنّما له تاريخ وأثر كبير في الآيديولوجية اليهودية ، يهودي نقي ويهودي غير نقي ، وهم يقولون إنّ لهم السيادة المُطلقة على العالمين ، وقسّموا العالم إلى قسمين .. الأول عالم يهودي نقي وعالم غير يهودي وسخ قذر .. وربما يُشيرون إلى الصهيونية الجديدة التي أشرنا إليها آنفاً.
والدولة اللقيطة التي أقامها زعماء صَهيون ظهرت في غفلة من المسلمين وتنازعهم وشتاتهم وتفرّقهم من جهة والدعم اللامحدود من دول الغرب لفكرة نُشوء تلك الدولة من جهة أخرى .. وتاريخ الصهيونية تاريخ أسْود ملئ بالمكر والخداع والعدوانية السوداء لهذا لا نستغرب من قيام تلك الدولة بارتكاب أبشع الجرائم في حقّ الفلسطينيين وبدم بارد وعلى مِرأى ومَسمع من العالم أجمع ، وليس بكثير على عدوانيتهم أنْ يتطاولوا على الحرم المكي وشيوخه الاجلاء ، فالمسجد الحرام هو قبلة المُسلمين جميعاُ في مشارق الأرض ومغاربها ، وقد دأب أولئك الشراذم من المجرمين على بثّ سُمومهم وأقاويلهم على كلّ مَن يتصدى لمكرهم وظلمهم.
وأنا أتابع الهجمة الشرسة التي شّنتها وسائل الاعلام والذباب الالكتروني التابع للمحتل الصهيوني الغاصب ، على شخص ومكانة إمام الحرم الشريف سماحة الشيخ صالح بن حميد وبكلّ الصَلف والوقاحة التي اشتهر بها الصهاينة في تاريخهم الأسود أثارت انتباهي عدد من التغريدات على منصة تويتر لعصابات الحقد الصهيوني على الشيخ الجليل ، بسبب خطبة الجمعة المباركة 30 من ذي الحجة 1444هـ الموافق 29 يوليو 2022 حيث دعا إمام الحرم النبوي الشريف في خطبته على اليهود الغاصبين ، وطالب بدعم فلسطين وأهلها وحثّ المجتمع المسلم على نُصرة إخوانهم المسلمين المُرابطين في فلسطين ، حُماة المسجد الأقصى الشريف ، بالمال والجهد والكلمة الطيبة الصادقة . ودعا إلى عدم اغفال القدس الشريف ومُناصرة حُماته فقال الشيخ بن حميد في خطبته ” اللهم عليك باليهود الغاصبين المُحتلين فإنهم لا يُعجزونك ، اللهم انزل بأسك الذي لا يرد عن القوم المُجرمين ، اللهم نعوذ بك من شرورهم”.
وتصدّر وسم سُعودي ؛ “كلنا الشيخ بن حميد” على مدونة تويتر ، يُطالبون فيها ، بدعم خطيب وإمام المسجد الحرام ، وذلك بعد أنْ نشر المغرد الإسرائيلي “إيدي كوهين” مقطعاً مُصَوّراً لخطبة الشيخ بن حميد ، ونشر الفيديو ، وأردف تعليقاً “أصبحت السعودية غير آمنة”.
وقال مغرد إسرائيلي آخر “David jalal” مُعلقاً على الفيديو / المقطع : (بالأمس وقف جميع اليهود مع المسلمين وأدانو الإساءة الهندية على الرسول صلى الله عليه وسلم وتضامنوا على هاشتاق “إلا رسول الله ـ يا مودي ـ” ولهم مواقف مُشرفة في نصرة قضايا المظلومين ومنها القضية الأحوازية والروهنجية ، واليوم تخرج خطبة تحريضية في الكعبة المشرفة لإبادة اليهود ، شيء مؤلم جداً !!).
وإيدي كوهين يتحدّث بالعربية ، هو إعلامي إسرائيلي ودكتور أكاديمي وباحث أول في مركز “بيغين” للدراسات والأبحاث الاستراتيجية. وغرد “جاي معيان gay maayan : “أيها الاخوة السعوديين ؛ إرسال خطيب كي يوزع الكراهية والعنصرية على قناة حكومية في بثّ مباشر لا يُشير على التسامح الديني بل على العكس ، نحن اليهود لن ننسى اللاإسلاميين ومن يعمل على توزيع العقائد اللاإسلامية .. لن ننسى من سكت تجاه هذه العنصرية”. وفي تغريدة أخرى قال المغرد الإسرائيلي “إيدي كوهين” أرسلت منذ قليل إلى الجهات الحكومية الإسرائيلية ترجمة عن خطبة المدعو صالح ، الخطبة التحريضية ضد اليهود كما أرسلتها لجهات أمريكية .. لن نسمح لأحد أن يتطاول علينا او على الشعب الإسرائيلي ، ومن تطاول سيدفع الثمن مهما كان !”.
ويقول المثل المعروف “إذا عَلا صوت النباح حولك فقد أوجعت الكلاب” فلله در الشيخ إمام الحرم الشريف؛ يبدو أنّ سهامه الحقّة قد أصابت مقتلاً في قلوب أعداء الله والإنسانية فأوجعتهم فأكثروا من النباح.
الـخـلاصـة :
قال “إيلي ويزل” الحائز على جائزة نوبل للسلام : “إذا كان هناك ثمة قطعة من الكتابة التي يمكن أن تولد الكراهية بالجملة فإنها كتابة جملة واحدة تصف هذا الكتاب ويقصد به كتاب بروتوكولات حكماء صهيون.
فالصهيونية ليست عقيدة ولا هي دين والديانة اليهودية على طرفيّ نقيض منها وكُلّ مسلم حقيقي يقف بلا تردد مع الشيخ صالح بن حميد ، وأولهم وعلى رأسهم شيخ الإسلام سماحة الشيخ أحمد الخليلي الذي انبرى كما هو شأنه دائماً في نُصرة الحق وأهله، وأثنى ودعا للشيخ صالح بن حميد .. فلله درّهما من رجال شُجعان ، لا يخشون في الله لومة لائم ، ونقول للشيخ صالح بن حميد إنّ غضب وزوابع أعداء الله لا تنتهي ، فقد أوجعت الكلاب ، ونباحها لا تهزّ شَعرة من رأسك ولا من رأس طفل مُسلم ونحن نثق أنّ الله قادر بِنَصره وتأييده على إعادة القدس الشريف للمسلمين ، وفلسطين كلّ فلسطين إلى أهلها رغم أنف الصهاينة .. (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) صدق الله العظيم.
* المصادر :
– “ميدان صراع اليهودية والصهيونية” ، الكاتب سامح عودة.
– كتاب “بروتوكولات حكماء صهيون”.
– تغريدة سماحة الشيخ احمد الخليلي.
– قراءة ومفكرة الكاتب.