تسويق المنتج والخدمة السياحية (2) : دراسة بحثية مختصرة..
الكاتب/ محمد علي البدوي
خبيـر في شؤون السياحة العربية والدولية
تسويق المنتج والخدمة السياحية (2) : دراسة بحثية مختصرة..
توجد عدة تعريفات للتسويق السياحى منها أنه ذلك النشاط الذى يهتم بعملية تبادل المنتج السياحى ومنها أنه ذلك النشاط الذى يحقق مجموعة المنافع لأطراف العملية التسويقية فى المجال السياحى.
ومنها أيضا أنه ذلك النشاط الذى يهتم بعملية التبادل بين المنظمات والهيئات السياحية سواء داخل أو خارج الدولة من ناحية والمستفيدين من الخدمات السياحية سواء داخل أو خارج الدولة من ناحية أخرى بالشكل الذى يحقق منافع ورضاء الطرفين فى إطار مجموعة من السياسات والإستراجيات اللازمة لتحقيق ذلك.
وعلى ذلك نستنتج أن عملية التبادل هى محور العملية التسويقية ومن المؤكد أنه فى التسويق السياحى تزداد عملية التبادل تعقيدا وتشابكا نظرا لتعدد أطرافها من ناحية وتداخل غاياتها ومصالحها من ناحية أخرى.
فالمنظمات والهيئات السياحية متباينة ومتعددة سواء التابعة للقطاع الخاص أو القطاع الحكومى سواء كانت داخل الدولة أو خارجها كما أن المستفيدين من الخدمات السياحية ليسوا على نمط واحد فهم يختلفون فى طريقة التفكير وإتخاذ القرارات.
ويعد التسويق السياحى أحد الأنشطة الهادفة التى تسعي إلى تحقيق مكاسب مادية ومعنوية لطرفى العملية مما يحقق رضائهما.
وتمتد حدود التسويق إلى خارج الدول وهو ما يبرز أهمية المعارض المتنقلة للآثار ويبرز دور القنصليات والسفارات.
وتعتمد المنظمات والهيئات السياحية على مجموعة من السياسات والإستراتيجيات التى تشكل معا عناصر المزيج التسويقى وهى بمثابة الأدوات الضرورية لتحقيق أهداف التسويق.
ويقوم التسويق السياحى الحديث على عدة عناصر منها:
التوجيه بالعميل أو السائح..
ويقصد بذلك أن يكون السائح هو سيد الموقف ويمثل العنصر الذى تدور حوله قرارات المنظمات السياحية لإشباع حاجاته وتحقيق رغباته والاستحواذ على رضاه، وهو ما يعنى أن تقدم المنظمات السياحية فى بلد ما منتجا سياحيا يتمشى مع رغبات ودوافع السائح.
إن التوجيه بالعميل هو نقطة البداية ونقطة النهاية لكل أنشطة المنظمات والهيئات السياحية وهو ما يستدعى القيام بدراسة رغبات العملاء قبل إتخاذ القرارات.
التوجيه بالأرباح..
تحرص منشآت الأعمال فى القطاع السياحى إلى تحقيق معدلات ربح عالية مما يعنى تحقيق معدلات نمو مناسبة من خلال أعمال التوسع والتطوير ولكن التوجيه بالأرباح هنا لا يعنى تحقيق الأرباح على حساب رضاء العميل بل يجب تحقيق توازن بين هذا وذاك.
وهذا يقتضى من المنظمات السياحية النظر إلى الربح بعيد المدى وهو ما ينعكس بدوره على أسعار الخدمات التى تقدمها المنشآت السياحية من أجل الحفاظ على علاقة قوية مع العملاء وهو ما ينعكس على العميل بالإيجاب، فيظهر ذلك فى صورة تكرار تجربة الزيارة أكثر من مرة.
وبصفة عامة هناك عدة أهداف لعمل مؤسسات التسويق السياحي وهى :
1- الحفاظ على علاقة جيدة بين منظمات الأعمال السياحية وبين السائحين.
2- إمكانية إعادة تجربة الزيارة من قبل السائحين.
3- خلق نوع من الولاء بين المنظمات السياحية والعملاء.
4- تقديم أسعار غير مرتفعة.
5- الإهتمام البالغ بجودة المنتج السياحى.
6- تقييم مدى رضاء العملاء عن الخدمة.
ويمكن ملاحظة تطبيق مبادئ التنسيق والتكامل فى قطاع التسويق السياحى يؤدي إلى تحقيق رضاء العميل، وخطورة تجاهل هذه النقطة تؤدي إلى تراجع ملموس فى الخدمات والقدرات فعلى سبيل المثال عدم التنسيق والتكامل بين الوكيل السياحى الذي يقوم بتنظيم برنامج سياحى وبين المؤسسات السياحية الأخرى مثل الطيران والفنادق وغيرهما سوف يضر بسمعة الوكيل السياحى وربما يضر بسمعة السوق السياحى المضيف.
لذلك يجب التأكيد على أهمية عملية التكامل والتنسيق وأن تتم بمنتهى الحرفية وأعلى درجات الإنتباه حتى لا يتأثر التسويق السياحى وبالتالي تتضرر كافة العناصر السياحية الأخرى المرتبطة بالعملية السياحية.