هل سَيُلام المواطن ؟؟.. أم المواطن سَيَلوم ؟؟..
الكاتـب/ سالـم السـيـفـي
هل سَيُلام المواطن ؟؟.. أم المواطن سَيَلوم ؟؟..
ما هذا الذي يحدث الآن ؟؟!!
وماذا يعني الإغلاق الشامل ؟؟!!
وإلى أين نحن ذاهبون ؟؟!!..
الكل يعلم بتفشي الوباء حاليا والكل يعلم جيدا أننا مقارنة بعدد سكان العالم.. نعتبر كقرية في بلدان أخرى أكثر تعداداً وعدداً .. إذا أين هي مشكلتنا تحديدا ؟؟ وفي من تكمن؟؟!! هل المواطن أم في إدارة الأزمة ؟؟..
فحينما تطالعنا الأخبار الرسمية وغير الرسمية عن تزايد حالات الوفيات وتصبح أرقام المصابين والمنوّمين الشاغرين أسرة وأجنحة المستشفيات باتت أرقام فلكية .. ألا يحق لنا هنا أن نتساءل ونسأل بعد توارد كل هذه الأنباء التي تكاد تكون بما تحمله من تصريحات وأخبار .. تجعل نعيش ويخيل لنا وكأننا في ساحة حرب حقيقية وثمة جيوش تغزونا غزوا حقيقيا وتفتك بنا ونحن عزل لا حول ولا قوة لنا إلا الإستسلام والموت ..
ما الذي يحدث خلف كواليس هذه اللجنة التي تطالعنا اليوم بخبر الإغلاق التام . وماذا تنتظر منا القول فهل نرد قائلين سمعا وطاعة بعدما تعايشنا مع من غيبه الموت ومع من صارع الألم ومع من لازال يئن ويتشظى ألما ومع من يقتات الألم بالحقن والمهدئات ..
السؤال الذي يفرض نفسه والذي أيضا ينتظر شفافية الإجابة .. هل كل هذا سببه المواطن!! فماذا بقى بيد المواطن كي يراهن عليه .. أجيبوني !
من وجهة نظري التي يشاركني فيها الكثيرين لم يبقى شيء بيد المواطن لا ليراهن عليه ولا ليخسره في ٱن واحد ..فجميع مقومات معيشته واستقراره وحياته الخاصة والعامة أصبحت رهن الإقامة الجبرية هذا الحكم الوبائي.. المندس في كل ركن وزاوية من زوايا المجتمع إنه لأمر يدعو للريبة حقا فحتى الدول الفقيرة التي لا موارد لها استطاعت التغلب على هذا الوباء العالمي الذي حصد الأرواح والثروات .
ولكننا كثيرا ما نصطف خلف القرارات ونتحول من حال هدوء إلى حال استنفار إغلاق محكم لكل شيء حتى لو وصل الأمر لإتخاذ قرار بكتم الأنفاس لا عن طريق الكمامات وإنما عن طريق منع استنشاق الهواء ليكون المواطن وحده مجرم في تحمل تبعيات هذا الوباء .
ماذا يحدث .. إذا ما سلمنا جدلا وقارنا أنفسنا بالغير هل نحن غير مباليين أم نحن عرضة للتدجين الممنهج بعد كل قرار يقر علينا ونتبعه طائعين إذا أين هي الحلول ..هل في ادارة الأزمات أم في طريقة التعاطي مع الأزمة والذي لابد أن نقولها ليس مكابرة أو تقليل من الجهود المبذولة ولكن لأن هنالك خطأ ينبغي الاعتراف به لنرجح كفة الميزان بين ما يعاني المواطن المغلوب على أمره وبين القائمين على إتخاذ القرار بالمنع والإغلاق فلكل فعل رد فعل ..هذه النظرة التي استغلها أرباب الإنتصار التجار الجشعين في وقت كهذا.
فحينما يرى كل فرد مسؤول عن صحته ومؤتمن على أفراد أسرته فكيف للمسكين العاجز أن يرمي بثقل مدخرات قوته لأجل فحص في مجمع خاص اتخذ من الوباء فرصة لاستغلال المرضى .. أين هو ذاك التكافل المؤسسي الذي ينبغي أن يكون حاضرا في مثل هذه الظروف؟؟!!.
فإن استمر الحال على ما هو عليه الآن فرحى الحرب ستحصد أرواحا لا تملك العدة والعتاد لمجابهة الهجوم والحصار الذي يشن عليها من جهتين جهة تطبيق الأوامر وتنفيذها وجهة الاستغلال الذي لا رحمة ولا رأفة فيه.
ماذا ينقصنا لتوفير اللقاح هل روح المواطن وسلامته أقل أهمية من الإنتفاضة التي كنا نأملها من أرباب المال والذين بنوا ممالك ثروتهم من مدخرات الوطن ومن جهد الفقير والمسكين أين نحن وأين نتموضع أمام هذا الصمت وإلى متى ..فمتى ما كان القانون جلادا فلن يختلف الحال عند من يملك عصا القانون.
وها نحن نطالب اللجنة العليا بإعادة النظر ليس في أمر الإغلاق والقرارات التي سئمنا من نتائجها ، وإنما من إعادة صياغة الحلول والبدائل التي توقف هذا الاستنزاف ، ولابد من الاعتراف أن ثمة إخفاق لا يتحمله المواطن وحده وإنما يحتاج لتمحيص واستدراك حتى لا يبلغ السيل الزبى..
والله من وراء القصد..