بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

دعوة الملك سلمان للرئيس الايراني إبراهيم رئيسي لزياره المملكة تَحَوُّلٌ مهم في المنطقة..

وافــي الـجــرادي

صحفي ومحلّل سياسي

 

دعوة الملك سلمان للرئيس الايراني إبراهيم رئيسي لزياره المملكة تَحَوُّل مهم في المنطقة..

 

بدعوة الملك السعودي “سلمان بن عبد العزيز” لنظيره الإيراني “إبراهيم رئيسي” لزيارة الرياض نستطيع القول : بأن إرادة جدّية، وتوجهات حقيقية للرياض صوب استئناف العلاقات، وبشكل يقود لوأد زمن القطيعة بين البلدين، وإن المملكة العربية السعودية باتت أكثر جدّية من أي وقت مضى لتحسين علاقتها المضطربة مع إيران.

على غرار الحرب في اليمن والمستمرة منذ ثمان سنوات، وما نجم عنها من استنزاف وإنهاك، إلى جانب تصدّع العلاقات السعودية الأمريكية، والتغير الحاصل في التوجهات والسياسات الدولية الناجمة عما أفرزته الحرب الروسية الأوكرانية؛ أدى كل هذا إلى جعل الرياض تتبنى توجهاً في سياساتها وتوجهاتها الإقليمية وربما الدولية، الأمر الذي جعل من استئناف علاقاتها مع طهران بات من الضرورات والمتطلبات للقيادة السعودية، حيث لا جدوى من الاستمرار في الصراعات، وأن المنطقة لابد وأن تكون جزءاً لا يتجزأ من متغيرات السياسة الدولية، وأن تواكب التطورات بما يسهم في حشد تكتل إقليمي قادر على حماية أمنه بنفسه، وأن تتلاشى فيه كل بؤر الصراعات والخصومات، وأن تستفيق المنطقة من براثن الفوضى إلى آفاقٍ رحبة ركائزها الأمن والسلم.

الرياض عازمةٌ وبقوة صوب إنهاء الحرب في اليمن، لأجل ذلك كان لابد من تفاهمات مع إيران، وحتى تحدث التفاهمات ينبغي عودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل سبع سنوات، وهو ما تقوم به الرياض حالياً .. فبعودة العلاقات والتفاهمات يمكن للطرفين وقف كل صور وأشكال الصراع الدائر في اليمن؛ لما لهم من نفوذ وتأثير على حلفائهم في الداخل اليمني.

تُشكل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية القوتين الكبريَيْن في المنطقة، وبخلافاتهما طيلة السنوات الماضية دفعت كل دول المنطقة ثمناً باهضاً في المعاناة، نظراً لما تتمتع به الدولتان من نفوذ على كل دول المنطقة، وتحديداً في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

من المتوقع ان يحظى الرئيس الايراني “إبراهيم رئيسي” خلال زيارته القادمة للرياض بحفاوة وبكرم الضيافة والاستقبال، وستمثّل الزيارة لحظة تحوّل تاريخي سيتخللها تفاهمات واتفاقيات تعاون واستثمارات قد تتجاوز الـ 10 مليارات دولار، الى جانب ما ستتركه من تداعيات إيجابية على اقتصاد وشعبي البلدين.

كما يمثل الاتفاق السعودي الإيراني انتصاراً للمنطقة للخروج من محنها ومشاكلها إن أحسنَ الطرفان السعودي والإيراني الاتفاق، وسعيا معا صوب تحقيق الأمن والاستقرار في كل ربوع المنطقة.

بالنسبة للرياض فإن الاتفاق مع طهران يُخفف من حجم إنفاقها العسكري، والتمويل المقدم للأطراف المتحالفة معها، كما ويوفر على الموازنة السعودية مئات المليارات من الدولارات التي سبق وأن أنفقتها في حرب اليمن؛ حيث ما يُقدر من 200-250 مليار دولار أنفقتها الرياض في حربها على اليمن خلال العام الماضي، كما يتيح الاتفاق مع طهران توجيه الاهتمام والسياسات في المملكة صوب تحقيق نجاحات في رؤية المملكة 2030، كما يساعدها في تجنب خسائر اقتصادية، وتحديداً في قطاع الطاقة؛ حيث كان بالإمكان أن تتعرض لها في حال استمرت في الحرب، إلى جانب تفادي المزيد من الابتزاز والاستغلال الأممي والدولي.

وبالنسبة لطهران فإن الاتفاق مع الرياض يساعد في خفض الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية، وتخفيف العزلة التي تواجهها إيران من دول إقليمية ودولية، كما يساعدها على توفير مناخ اقتصادي مناسب تحديداً في حال شهدنا استثمارات سعودية ضخمة في السوق الإيرانية، إلى جانب تحسين قيمة الريال الإيراني الذي يشهد تهاوياً منذ سنوات، إلى جانب تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية لطهران مع دول المنطقة، بالإضافة إلى تحسين دور وأداء طهران المناهض للطموحات الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى