مشاهـد مـن الحياة ..
الإعـلامي/ سعيد بن سيف الحبسي
مشاهـد مـن الحياة ..
المشهد الأول..
طبيب في أحد المستشفيات يخاطب مريضا أو مرافقا له أراد أن يتسلم استمارة خروج من قسم التنويم بالمستشفى برغبة منه ، خطاب بات يتكرر بلغة جافة لا تنم عن إنسانية الطبيب بقوله (هل تتحمل المسؤولية ؟؟) ، ماهي هذه المسؤولية التي يتحدث عنها ذلك الطبيب ؟!! ، وما هي الرسالة التي يريد أن يوجهها لذلك المريض أو المرافق ؟!! ، هل هي نبرة التهديد في مؤسسة صحية حكومية ؟!! أم سلطة طبيب أعطي الحق في إضعاف معنويات ذلك المريض في التشافي النفسي قبل الجسدي ؟!! ، فهل إذا ما خرج المريض من المستشفى وساءت حالته لن يستقبل من جديد ؟!! ، ولو جزمنا بذلك (وهو أمر غير معقول لأن الصحة للجميع) ، علينا أن نحاسب أولا ذلك الطبيب (ليس بصفة العموم) على عدم سرعة تشخيص المرض ، وعلى أدوية يصرفها ليست بتلك الفاعلية ، وعلى الأخطاء الطبية التي قد يرتكبها في حق المريض الذي وثق به ، لذا عليك أيها الطبيب أن تدرك معنى الإنسانية قبل المهنية .
المشهد الثاني..
لا نعلم ما يحدث في غرف العناية المركزة في المستشفيات لعلاج المرضى الذين يعانون من إصابات مرض (كوفيد-19) ، ولكن نعلم بأن الأعمار بيد الله ، والطاقم الطبي له كل التقدير والثناء فردا فردا ممن أخلصوا في أداء واجبهم الطبي ، فمن تعافى وخرج من المستشفى فهو بفضل من الله وجهد مقدر من ذلك الطاقم الطبي ، ومن توفاه الله فهذا أجله ، ورضينا بقضاء الله وقدره خيره وشره ، ولكن يجب أن لا نغفل أن الله رقيب على كل شيء ، فإن كانت هناك أخطاء طبية أو استعجال في تقييم الوضع الصحي للمريض أو إعطائه أدوية أو جرعات من المضادات لا يتحملها جسمه العليل أو أي تدخل سلبي قد يؤثر على حياة المريض وينتج عنه وفاة أو إعاقة مستدامة ، فهنا نقول أن الله يمهل ولا يهمل ، وقد يكون الطاقم الطبي بذلك قد تسبب في إزهاق روح بصفة العمد ، وعليه أن يراجع نفسه .
المشهد الثالث..
الأخبار المتوالية عن إحصاءات حالات الوفاة والإصابات والمتحورات لمرض (كوفيد-19) والرسائل ذات النبرة التهديدية المستمرة والمشككة بوعي المواطن وعدم حرصه على سلامته وسلامة أهله وأبناء مجتمعه في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل مصدر ضغط نفسي للإنسان في هذه الحياة ، فكفاكم ذكر هذه الإحصاءات على الملأ التي جعلت من المرء لا يشعر بمعنى الحياة وهو بين أهله ، جعلتم الموت مخيفا وهو الواعظ الصامت لكل نفس مؤمنة ، فدعونا نعيش في تفاؤل وخير ، وعليكم ببث رسائل التفاؤل والراحة النفسية لأفراد المجتمع .
المشهد الرابع..
إن اللقاح ضد مرض (كوفيد-19) ضروري وهام لجميع فئات المجتمع ؛ ونحن لا زلنا نثق بقرارات وزارة الصحة من خلال تصريحات مسؤوليها عن مأمونية اللقاح وفاعليته في الحد من الآثار السلبية على صحة الإنسان في حال ما إذا أصيب بهذا المرض ، لذا فإن على وزارة الصحة أن تسرع في توفير اللقاح لكافة الفئات العمرية وأن يكون إلزاميا على الجميع وبدون استثناء وبوجه السرعة لكي لا نفقد مزيدا من الأحباب .
المشهد الخامس..
وجود حالات تعاني من مرض (كوفيد-19) في إنتظار الدخول لغرف العناية المركزة ، يجعلنا نتوقف قليلا لمعرفة مدى جاهزية المنظومة الصحية في السلطنة لاستيعاب حالات الإصابة لأمراض قد يبتلى بها العالم ، وهل لدى القائمين على القطاع الصحي رؤية في المستقبل المنظور تهدف لإنشاء مستشفيات أكثر استيعابا لأي أزمة فيروسية أو ما شابهها؟ ، وهل سنعمل على توفير مختبرات ومراكز علمية وبحثية تستوعب وتحتضن علماء عمانيين في مجال الطب بكل تخصصاتهم لنواكب العالم في اكتشاف اللقاحات وغيرها من الأدوية للأمراض المستعصية ؟ .
المشهد السادس..
عندما يتحدث المواطن عن تدني الخدمات الصحية في بعض المؤسسات الصحية (ليس بوجه العموم) ، فلا يعني ذلك أنه ينتقص من الدور الوطني للعاملين في المجال الصحي ولا من جهود الجهات المعنية والمختصة بالقطاع الصحي ، ولكن هي رسالة يوجهها ذلك المواطن لبناء منظومة صحية أكثر قوة ومتانة تخضع للمتابعة والدعم المستمر خدمة للمواطن وللعاملين في القطاع الصحي أنفسهم ، باعتبار أن المواطن العماني هو محور التنمية الشاملة في السلطنة ، ولكونه ركيزة بناء الوطن وعلو شأنه .