بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

الخنـجـر العـماني هـيـبة المـناسـبة..

أ. عـصام بن محمـود الرئيـسي

مدرب ومحاضر في البروتوكول والإتيكيت الوظيفي

 

الخنـجـر العـماني هـيـبة المـناسـبة..

 

الهويّة والانتماء هي مصدر العزّة والكرامة لأي أمة تنشد المجد والعُلا، وبدونها تختل الموازين وتتشوّه هويتها وتصبح ما يسمى بــ “الهويّة المنقولة” من مجتمعات وثقافات أخرى أو ما تسمى بــ “الهويّة الجاهزة” أخذناها من الآخرين مثلها مثل الوجبات الجاهزة التي نطلبها من خارج المنزل ونلتهمها بدون طعم أو رائحة، فالوطن له قيمه وعاداته وأعرافه وثوابته التي لا يمكن المساس بها، ونحن في عمان لنا هويّتنا المميزة، والتي نفتخر بها أينما حللنا ونحترمها ونحافظ عليها وتمنحنا القوة والشعور بالأمان بأن لدينا هذا الكم الهائل من الانتماء والولاء لهذا الوطن العزيز بكل ما يحمله لنا من معاني وموروث أصيل عميق المعنى، وتتناقله الأجيال بكل فخرمن جيل الى جيل محاطًا بقيم صامدة على مر السنين وجذور دولة ضاربة في التاريخ منذ  قرون.

إن من ضمن القيم التي نفتخر بها الزيّ الوطني العماني بشكل عام والذي له أسراره وحكاياته الرائعة المخفية في جيوبه على مر التاريخ والزمان، وقد حفظ ذلك ملامحنا وصفاتنا كمجتمع عماني أستطاع أن يواجه التحديات الثقافية الدخيلة المختلفة من أجل المحافظة على زيّه التقليدي، وأصبحت تقاليده تحكمها وتؤطرها خطوطًا عامة لا حياد عنها وثقافة شعب عريق،  ومن ضمن الجوانب الهامة للزي العماني هو الخنجر الذي يرتديه الرجل العماني في المناسبات الرسمية، حيث يعد «الخنجر العماني» واجهة الوجاهة وعلامة القيمة للشخص الذي يرتديه، وهو عنصر أساسي للزي العماني للرجل، ويظل لباساً رسمياً يرتديه رجال الدولة والأعيان، وكبار شخصيات البلاد، والعرسان في حفلات الزواج والمناسبات الرسمية، وللخناجر في عُمان حكايات وقصص وطنية سُطرت بحروف من ذهب، واعتزاز العُمانيين بها لا يضاهيه اعتزاز؛ فهي الفخر والقوة والرجولة، كما هي الأناقة والوجاهة.

لقد برع العمانيون كثيرًا في تصميم الخنجر العماني ليكون له هويته وخصوصيته العمانية الأصيلة وموروث تفتخر به الاجيال الحاضرة والقادمة، وأصبحت له نقوشه وتصاميمه الرائعة وشعار يميز رجال المجتمع العماني في أي مشهد، فهو رمز للهوية والانتماء وله مكانته الخاصة في قلوب العمانيين ولا يمكن ان يكتمل الزي الرسمي للرجل العماني بدونه.

ويتميز الخنجر العماني عن سائر الخناجر في شبه الجزيرة العربية لوجود انحناءة من الزاوية اليمنى من غمده، وتختلف تلك الأغماد في صناعتها، فمنها من الذهب والفضة أو من الجلد المرصّع ببعض النقوش المختلفة، وتتعدد أشكاله وأسماؤه؛ حيث إن لكل نوع من هذه الخناجر مميزاته المنفردة وخطوطه الخاصة به، التي تظهر أكثرها في المقبض، أو القرن، وهو أعلى جزء من الخنجر، ويمتاز بعضها عن بعض بالحجم والشكل والزخارف والنقوش.

لقد تحدث الكثير من الرحالة الأوربيين عن الخنجر العماني، ولفت أنظارهم بشدة أثناء مرورهم المستمر الى السلطنة منذ سنين عديدة ووثقوا ذلك في رحلاتهم ومؤلفاتهم ووصفوه بعدة صفات رائعة، لقد آمن العماني بقيمه ومبادئه وهويته الوطنية في كل مجالاتها الحياتية، وجعلها راسخة بداخله وينقلها الى أجياله بكل فخر واعتزاز، وأصبحت تلك القيم عقيدة وسلوكًا ولها شواهدها التاريخية العميقة، وأصبحت عظمة الإنجاز واضحة للعيان للقريب والبعيد.

وعلى الخير نلتقي، وبالمحبة نرتقي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى