مقالات وآراء

أثـر المـقاومـة عـلـى الكـيان الصّـهـيـوني..

 

الكاتـب/ محمـد سـيـف الـدولة

خبيـر في الشـؤون السـياسـية

Seif_eldawla@hotmail.com

 

 

أثـر المـقاومـة عـلـى الكـيان الصّـهـيـوني..

 

((أهدي هذه الكلمات الى أهالينا الابطال الذين ينتفضون اليوم في فلسطين ضد قوات الاحتلال دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى)).

مهاجرون من إسرائيل، جنود صهاينة، محللون اسرائيليون، كتاب وأدباء عالميون، يهود غير صهاينة، كل هؤلاء وغيرهم قدموا شهاداتهم على امتداد سنوات طويلة عن طبيعة (اسرائيل) واعتداءاتها المتكررة، وعن المقاومة الفلسطينية وآثارها على هذا الكيان الصهيوني، وكيف تؤدى الى تفككه ويأسه وهزيمته وسحب الشرعية الباطلة من تحت أقدامه. وفيما يلى بعض هذه الشهادات، كما وردت في دراسة هامة بعنوان ((أثر الانتفاضة على الكيان الصهيوني)) للمفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري، وسنشعر ونحن نقرأها وكأنها كُتبت اليوم تعقيبا على الاعتداءات والجرائم الصهيونية الاخيرة، وتحيةً لنضال الشعب الفلسطيني الذى لم يتوقف منذ قرن من الزمان.

شهادة مهاجر من إسرائيل :

((لم يكن الأمر هينا، لقد استغرقتني أعوام من الانفجارات واعمال القتل، من الاحزان والآمال، من المجادلات والقلق، لكنني في النهاية انهرت. سئمنا ان نجدهم فى كل مرة نفتح المذياع يتحدثون عن انفجارات، عن دماء، عن موت، عن جنائز. هذا هو الواقع صراحة. ولست فخورا بذلك، ولا اعتبر هذا شعارا لى ولكن من المستحيل ان تقولوا لنا عليكم ان تبقوا هنا ما دام من المستحيل ان تضمنوا لنا حياتنا. اريد ان امنح أسرتي اقصى قدر ممكن من السعادة. الجميع يعتقد انه لا مجال نتقدم نحوه .. المشكلة هي اننا على مدى السنوات الثلاث والخمسين الماضية لم ننجح في ضمان أمننا .. هذا هو سبب الرحيل .. الحل هو الرحيل وليس تغيير السلطة)) ـ (عاموس ساهر، مستوطن إسرائيلي قرر ان يهاجر من اسرائيل بعد انتفاضة الأقصى).

اليأس من القضاء على المقاومة :

((فلنتخيل ان كل الاوهام تحققت، وقبضنا على كل الارهابيين، وصادرنا كل الاسلحة، وحطمنا كل مصانع السلاح .. فهل سيكون لهذا أي تأثير؟ هل يشك أحد انه فى الصباح التالى ستظهر مصانع سلاح أخرى ستنتج المزيد من الاسلحة؟ .. هل يشك احد في ان هناك مئات من الفلسطينيين الآخرين سيعلنون مجددا انهم على استعداد ان يشنوا هجوما على اسرائيل؟ هل نفذ خزان الانتحاريين من نابلس وقطاع غزة؟)) ـ (يوزى بنزمان – هارتز).

الاعتراف بالهزيمة :

((يدخل ملاكمان الحلقة: واحد منهما بطل الوزن الثقيل، والاخر وزن الريشة. ويتوقع الجميع أن يقوم البطل بتسديد ضربة قاضية تقضى على غريمه الهزيل في الجولة الأولى.

ولكن بأعجوبة تنتهى الجولة الاولى، والضربة القاضية لم تسدد بعد، ثم الجولة الثانية، ويستمر نفس الوضع. وبعد الجولتين الثالثة والرابعة لا يزال خفيف الريشة واقفا، مما يعنى انه هو الرابح الحقيقي، لا بالضربة القاضية ولا بالنقط، وانما لمجرد انه لا يزال واقفا ومستمرا فى الصراع مع غريمه القوى)) ـ (يورى افنيرى).

الاعتراف ببربرية الكيان الصهيوني ووحشيته ـ شهادة جندى صهيونى :

((كنا نتسلى بمنع عربات الاسعاف التي تحمل المرضى والجرحى من المرور. ولقد رأيت أشخاصا يموتون بسبب الفشل الكلوي والأزمة القلبية، ورأيت بعض الحوامل يقضين حتفهن اثناء الولادة، كنا نستيقظ أحيانا في منتصف الليل ونركب دبابة مع جنود آخرين، وندخل في المدن والقرى الفلسطينية قبل بزوغ الفجر ونمطر الاسر الفلسطينية النائمة في منازلها بالقذائف.

وأحيانا كنا نقوم بغارات قبل الفجر ونندفع داخلين الى منازل الفدائيين لنلقى القبض عليهم او لنقتلهم امام اعين زوجاتهم وأطفالهم. وأحيانا أخرى كنت أقود بلدوزر إسرائيلي لأحطم منازل وأحلام قاطنيها، وأحيانا اخرى كنت اجتث اشجارا استغرق نموها عدة اجيال، وكم كنت أحب اتلاف الارض الزراعية. وكنت أحيانا أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين المسالمين. لكن أكثر الاعمال التي كنت أحبها هو اطلاق النار على الاطفال الفلسطينيين الذين يتجاسرون على القاء الحجارة على. في هذه الحالة كنت اصوب رصاصي على رؤوسهم وقلوبهم، ثم اتفاخر بأنني قتلت الكثيرين وأصبت عددا أكبر بعاهات مستديمة، فقد كنت أؤمن ايمانا جازما بان حياة إسرائيلي واحد تساوى حياة الف فلسطيني. وان ابدى الفلسطينيون أي شكل من اشكال المقاومة كنا نلجأ للعقاب الجماعي!

ودعايتنا الصهيونية في غاية الكفاءة. لقد اقنع الاسرائيليون العالم اننا نحارب دفاعا عن أنفسنا ضد عدو فلسطيني لا يريد سوى ان يقذف بنا الى البحر. ولكن الاشياء ليست كما تبدو. ان العالم لا يعرف ان الاسرائيليين هم الذين يحاولون ابادة الشعب الفلسطيني. ونحن بمقدورنا ان نفعل ذلك بسهولة ويسر بسبب دعم اصدقائنا الامريكيين الذين يساعدونا بغض النظر عما نقوم به ويعطونا خمسة بليون دولار كل عام ويزودوننا بآخر الاسلحة والطائرات. نحن لا نريد السلام فنحن نريد المزيد والمزيد من الارض العربية حتى تصل امبراطوريتنا الى منتهاها……الارهاب لعبتي، والقتل اسمى، لا أشعر بأي ندم على ما فعلت لأن روحي ماتت، واعرف انه لا يوجد أي مجال لأن أنال الخلاص)) ـ (إعترافات الجندي الصهيوني عاموس).

إهتزاز الثقة في المشروع الصهيوني :

هل بإمكانكم ان تأتوا بمثال واحد من التاريخ نجح فيه شعب في السيطرة على شعب آخر لفترة طويلة؟ هل تعرفون مكانا واحدا في العالم يعيش فيه بشر دون حقوق انسان مثل الفلسطينيين؟ ـ ابراهام يهوشع ـ يديعوت احرنوت

((إن الانتفاضة هي حرب التحرير التي يخوضها الشعب الفلسطيني، فالتاريخ يعلمنا ان لا توجد امة على استعداد ان تعيش تحت هيمنة شعب اخر وان حرب التحرير التي يخوضها شعب مضطهد ستنجح حتما.

والاسرائيليون كقوة احتلال يقتلون الاطفال ويقومون بتنفيذ حكم الاعدام في اشخاص مطلوبين دون محاكمة. لقد اقمنا الحواجز التي حولت حياة الملايين الى كابوس .. ان علما اسود يرفرف فوق افعالنا))ـ مايكل بن مائير ـ هارتس.

((إن الفلسطينيين يعرفون ان قوتهم العسكرية اقل بأضعاف من القوة الاسرائيلية .. ولكنهم يؤمنون من الناحية الاخرى بتفوقهم السياسي والأخلاقي)) جرشون باسكين ـ المدير العام المشترك للمنظمة الاسرائيلية الفلسطينية للبحوث والمعلومات.

إيقاظ الضمير العالمى ـ شهادة أدباء عالميّين :

((استندت نظرية المجال الحيوي الصهيونية الى أن اليهود شعب بلا ارض، وان فلسطين ارض بلا شعب، هكذا قامت الدولة الاسرائيلية غير المشروعة في 1948. فلما تبين ان هناك شعبا، وان في فلسطين شعب يسكن في ارضه، كان من الضروري حتى لا تكون النظرية مخطئة ابادة الشعب الفلسطينيين، وهو ما يتم بصورة منهجية منذ اكثر من خمسين عاما.

هناك بلا شك أصوات كثيرة على امتداد العالم تريد ان تعرب عن احتجاجها ضد هذه المجازر المستمرة حتى الآن، لولا الخوف من اتهامها بمعاداة السامية او اعاقة الوفاق الدولي. أنا لا اعرف هل هؤلاء يدركون انهم هكذا يبيعون ارواحهم في مواجهة ابتزاز رخيص لا يجب التصدي له سوى بالاحتقار، لا أحد عانى في الحقيقة كالشعب الفلسطيني، فإلى متى نظل بلا ألسنة ؟.

أطالب بترشيح آرييل شارون لجائزة نوبل في القتل. سامحوني إذ قلت إنني اخجل من ارتباط اسمى بجائزة نوبل. انا اعلن عن إعجابي غير المحدود ببطولة الشعب الفلسطيني الذى يقاوم الإبادة، بالرغم من انكار القوى الاعظم او المثقفين الجبناء او وسائل الاعلام او حتى بعض العرب لوجوده)) ـ (جابريل جارسيا ماركيز الكاتب الكولومبي).

((لم أكن أعرف أنه من الطبيعي ان يبحث طفل فلسطيني دمروا بيته عن كتبه ولعبه وسط الأنقاض، لم اكن اعرف انه من الطبيعي تماما ان تزين الرصاصات الاسرائيلية جدران المنازل الفلسطينية، ولا اعرف انه يلزم لحماية اقلية من الناس ان تصادر مزارع وان تدمر محاصيل، ولا ان توفير الامن لهذه الاقلية يقتضى احتجاز المئات عند نقاط التفتيش وحواجز الطرق قبل السماح لهم بالعودة الى منازلهم منهكين، هذا ان لم يقتلوا.. فهل هذه هى الحضارة، ايمكن ان نسمى هذه الاشياء ديمقراطية؟)) ـ (الكاتب البرتغالى ساراماجو الحائز على جائزة نوبل للادب).

بيان عدد من كبار المفكرين والمثقفين اليهود الفرنسيين :

((هؤلاء الذين يبررون حق عودة اليهود الى اسرائيل تحت دعوى “حق دم” يعود لآلاف السنين يرفضون حق العودة “حق الارض” للفلسطينيين. وأصحاب المقامات الرفيعة فى الامم المتحدة تصالحوا وارتضوا الاذلال المفروض على السلطة الفلسطينية. وهؤلاء الذين يدعون ادارة العدالة الكونية يديرون رأسهم عن اعمال القتل خارج نطاق القانون، واعدام السجناء دون وجه حق وجرائم الحرب التي يرتكبها آرييل شارون.

الاسرائيليون لديهم دولة ذات سيادة وجيش وتراب وطني، اما الفلسطينيون فهم محبوسون كالبهائم في معسكرات منذ نصف قرن معرضين للوحشية والاذلال، ومحاصرين على ارض من الاحزان في حجم مقاطعة فرنسية .. ان الضفة الغربية مفخخة بالطرق الاستراتيجية ومثقوبة بنحو 700 نقطة تفتيش ومحاطة بالمستوطنات.

لا يمكن المساواة بين المحتل وبين من تحتل ارضه. الانسحاب غير المشروط للجيش الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وتفكيك المستوطنات هو مجرد تطبيق لحق معترف به شكليا من الامم المتحدة في القرارين 242 و338 وحتى قرار مجلس الامن 1042، ومع ذلك طلب بوش ضمانات من الضحايا.

شارون يعتقل ممثليهم، وينسف بيوتهم بينما تمنع قواته سيارات الإسعاف من الوصول للجرحى)).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى